فرسان العدالة أنا لا أفهم

[

color=blue]بسم الله الرحمن الرحيم

يحضرني الان عدد كبير من الشخصيات التي تعمل في المحاماة فاتذكرهم وتترافق ذكراهم ببسمة على شفتي لان من اعرفهم من المحاميات والمحامين هم حقا فرسان للعدالة والانسانية والمجتمع وهذه ليست مبالغة بل حقيقية ، لان هذه المهنة انبثقت من الاهم على الاطلاق انبثقت من الحقوق والواجبات والحاجات الاجتماعية ولان هذه المهنة ترتبط ارتباطا وثيقا بالقانون ..القانون اي العدالة.. العدالة اي ارادة الله على الارض.. والخير والاخلاق.. ولان المحامي يحمل واجب النهوض بالمجتمع قبل ان يحمل واجب تطبيق القانون والدفاع عن موكليه..
وهذا يمتد ليصل الى كل من يعمل ضمن منظومة القانون من قضاة وموظفين وضابطة عدلية وسواها.. هم اشخاص يجب ان يتصفوا بالحساسية المرهفة والشديدة للحق وهذا يعني انه حتى في حالة الدفاع عن المتهم يجب ان يتوخى المحامي الحق والاخلاق دون ان ينسحب الى مكان مظلم للاحتيال والمتاجرة و جلب شهود الزور وتوريط الابرياء واكل الحقوق والانصراف عن حماية دماء الابرياء في الحق بالاقتصاص .. من ينسحب الى تلك المستنقعات الاسنه فيغوص في كل ذلك الطمي يفعل هذا من اجل شيء واحد لا يساوي ابدا حجم خسارته لان ما يتوخاه حفنة من النقود..
هؤلاء هم من لا اعرفهم بالمعنى المجازي للكلمة.. !!! فهم يرتدون زي المحاماة فقط دون ان يكون لهم اي صلة تربطهم لا بالعدالة ولا بالحق ولا بالاخلاق..
واجب المحامي حتما هو الدفاع عن موكله ولكن ضمن منظومة اخلاقية ترتبط ارتباطا وثيقا بالقانون والحق..
ما استوقفني لاقول هذا .. هو ما نطق به محام ومحامية لقاتل .. قاتل سلب الحياة من طفلة لم تبلغ الثامنة عشرة من العمر بحجة الشرف.. حيث شنا حربا شعواء على محامية الضحية وزوج الضحية الذي ادعى على القاتل..
فقالا في بهو احدى محاكم الجنايات موجهان كلامهما لها.. لماذا تواظبين على هذا الادعاء؟ اتريدين اصلاح المجتمع على اكتافنا واكتاف هذه الدعوى..؟ ثم اتبعت المحامية الثانية..ما الذي سيأتيك من نفع ان خرج القاتل من السجن او سجن مئة عام او عام او عامين..؟ دعي هذه الدعوى تمر وتنتهي ما شأنك في الموضوع.. هذا عدا ما قيل عن امكانية زج احد الابرياء في الدعوى كوسيلة ضغط على الزوج ليسحب الادعاء..
ولكي تكتمل الصورة القاتمة.. وبعد ان صعد القاضي على القوس.. اتضح ان اضبارة الدعوى مفقودة.. نعم اضبارة تحتوي على تفاصيل واوراق بحيث يكون من الصعب جدا ان تختفي ..مفقودة..!
هي ليست الحالة الاولى.. هناك حالات ابشع واشد سوءا هناك قضايا قلب فيها الحق باطل والباطل حق.. حيث دفعت الرشاوي وتدخل فاعلي الخير..! فصارت بعض المحاكمات .. (وأشير هنا هي حالات فردية وليست عامة) سوقا للهال تباع وتشرى فيها الحقوق وتدخل الدعوى في مزادات مضحكة لتقرر تلك المزادات من يكسب او يخسر الدعوى
عذرا فانا لم افهم.. لم افهم كيف يكون منطق المحامين بهذه اللهجة.. لم افهم كيف تختفي اضبارة تحمل في تفاصيلها قصة سلب حياة لفتاة يافعة وبكل تلك البساطة.. لم افهم كيف تأجل تلك الدعاوي وتستمر لاعوام واعوام دون ان يصل كل ذي حق الى حقه.. لم افهم لان القضاء في بلدنا يزخر باسماء لامعه وبراقة لقضاة اتسموا بالعدالة ولمحامين اتسموا بالنبل والفروسية ولموظفين اكفاء امسكوا بواجباتهم وحافظوا على حقوق الناس بكل اخلاص وتفاني..
ما لم افهمه ولن افهمه هو امر شاذ غريب عن الطبيعة التي نحملها في جيناتنا كشعب حضاري عريق .. وما ابغيه هو وقفة مع الذات من اجل التقييم

الكاتبة ريما فليحان[/color]